تفسير الرؤى في القرآن الكريم
تنقسم الرؤى وفقاً لطبيعتها إلى ثلاثة أنواع: الرؤية الصالحة والتي تعتبر من الله، وهي بشارة للإنسان؛ الحلم الذي يتسبب به الشيطان ليحذر الإنسان ويثير قلقه؛ وأخيراً أضغاث الأحلام التي تأتي كنتيجة لتفكير العقل الباطن. وقد تم تناول هذا الموضوع في كتاب الله، كما هو موضح في سورة يوسف، حيث رأى النبي يوسف عليه السلام رؤيته وهو صغير بأن الشمس والقمر والنجوم تسجد له. وتحققت هذه الرؤية عندما أصبح وزيراً في مرحلة شبابه. وكذلك تم تفسير رؤيا السجينين ورؤيا الملك بواسطة يوسف.
الرؤية وتفسيرها في السنة النبوية
ذكر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن الرؤى تتنوع بين ما يكون من الشيطان، وما ينجم عن أفكار الإنسان، وبين الرؤى الصادقة. وتعتبر الرؤية الصادقة جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. كان النبي يفسر الرؤى لأصحابه، في حين استمر الصحابة والنساء من المؤمنات في تفسير الأحلام والرؤى كذلك.
علم تفسير الرؤى في الإسلام
يعتبر الإمام محمد بن سيرين من أبرز مفسري الأحلام بين التابعين، حيث قام بتفسير الرؤى وفقاً للكتاب والسنة. هناك العديد من المؤلفات التي تحتوي على تفسيرات له وللإمام النابلسي وغيرهم، ومن أهمها كتاب “تفسير الأحلام” وكتاب “منتخب الكلام في تفسير الأحلام” المرتبط بالإمام محمد بن سيرين، بالإضافة إلى “تعطير الأنام في تعبير الأنام” للإمام عبد الغني النابلسي وكتاب “الإشارات في علم العبارات” لخليل بن شاهين الظاهري. كما يتوفر “معجم تفسير الأحلام” الذي يتضمن نحو 300 كلمة تمثل مفاتيح ورموزاً للأحلام، ويجمع بين العصور القديمة والحديثة، وهو معروف باسم الإمامين محمد بن سيرين والنابلسي.
القواعد الأساسية لتفسير الرؤى والأحلام
- التفسير من القرآن الكريم، مثل تفسير رؤية البيض في المنام بوجود النساء.
- التفسير من الحديث النبوي، كما في حالة تفسير النخلة بالمسلم واللبن بالإسلام والعلم.
- التفسير بالأسماء، حيث مثلاً اسم سعيد يدل على السعادة وعبد الشافي يشير إلى الشفاء من الأمراض.
- التفسير بالمعاني المجازية والألفاظ الدارجة مثل قول “الصبر مفتاح الفرج”، حيث ينظر إلى المفتاح كدلالة على الفرج بعد المعاناة.
- التفسير الشخصي، مثل تفسير الفراولة لشخص يكره أكلها أو يعاني من مشكلة صحية عند تناولها.
- التفسير من حيث الزيادة والنقصان، إذ يمكن اعتبار البكاء فرحاً إذا كان دون صراخ، وتفسير القاذورات بالأموال.
- التفسير بالعكس أو الضد، كأن تفسر رؤية الحزن فرحاً والعكس صحيح، وكذلك الخوف في المنام قد يعبر عن الشعور بالأمان.
تفسير الرؤى والأحلام في العصر الحديث
لقد تعرض علم تفسير الرؤى والأحلام للعديد من الانتقادات، حيث يُعتبر من بعض الأطباء النفسيين وبعض دعاة الإسلام بعيداً عن الشريعة. وقد اعتبر البعض أن التفسير القرآني يُعتبر أمراً مجرماً. في هذا السياق، أوضح إمام الدعاة، محمد متولي الشعراوي رحمه الله، أن تفسير الرؤى والأحلام هو موهبة إلهية، وليس علمًا يمكن تدريسه. هذا الرأي تم تأييده من قبل الداعية محمد هداية، في حين اعتبر بعضهم أن هذا العلم يقتصر على الأنبياء فقط، مثل ما ذكره الداعية طارق سويدان.