قصة حامل بلا عقل كاملة مكتوبة + مسموعة

حامل بلا عقل

هي قصة كتابية باللهجة المصرية من تأليف الكاتب سيد داود المطعني، انتشرت بشكل واسع في التواصل الاجتماعي، لاقت القصة رواجاً واسعها واصبح الجميع يريد الحصول على تفاصيل القصة الكاملة لما فيها من تشويق.

احداث قصة حامل بلا عقل

 

الحلقة 1 الاولى

– مستحيل تكون حامل يا دكتور، دي معاقة ذهنيا، وليها عشرين سنة مش بتخرج من أوضتها.

– أنا عارف إنها معاقة ذهنيا، ومحرج أسألكم بتجوزوها ليه.

– جواز إيه ونيلة إيه يا دكتور، دي بتعمل حمام علي روحها لحد النهاردة، وعمرها ما خرجت من أوضتها.

” الست كانت هتتجنن، مش متخيلة اللي بتسمعه ده، والدكتور بدأ يشك في نفسه. ”
” رجع يفحصها تاني بشتى السبل، وبردو نتيجة الفحص بتؤكد حملها. ”
“الست بدأت تصرخ .. تلطم خدودها .. تبص للدكتور مرة، ولبنتها مرة. ”
” البنت مسكينة نايمة علي سرير الكشف، مش فاهمة حاجة، ولا عارفة حاجة، وشها منفوخ، تحت جفونها وارم، وشفايفها مشدودة، ووزنها زايد كتير عن عمرها وطولها. ”
” الأم جريت ناحيتها، بتضربها على وشها تلاتين قلم، وهي بتسألها بصراخها. ”

– انتي حامل ازاي؟ ازاي؟ انطقي .. اتكلمي.

” البنت بتصرخ مش فاهمة حاجة، بتبكي م الوجع مش دريانة بالدنيا. ”

” الدكتور بيحاول يمنعها بكل قوة.. ”

– يا مدام حرام كده، هي مش فاهمة حاجة، أرجوكي نفكر بالعقل.

– عقل ايه يا دكتور، أنا اتدمرت، عمري راح هدر يا دكتور، صبر السنين راح يا دكتور .. رااااح.

– إن شاء الله ملحوقة، بس لازم نفكر مين عديم الإنسانية اللي عمل كده- هيكون مين بس يا دكتور؟ هيكون مين؟ ده أنا مش بسيبها لحظة

– قرايب شباب بيزوروكم مثلا!

– يا دكتور أنا مش بخلي قرايبي يشوفوها، لا ستات ولا رجالة، علشان مشوفش نظرة الشفقة في عيون الناس

– مين رجالة عندك في البيت

– مفيش حد غريب، ابني الكبير، وجوزي، واخويا بياخد شهر إلإجازة كله عندنا.

– اممممم

– فكرك راح لفين يا دكتور؟

– مفيش حد كبير ع الغلط يا مدام.

” الست ضربت إيديها علي صدرها، مش مستوعبة ”

– لا يا دكتور .. متقولش كده أرجوك، أنا عندي يموتوا كلهم ولا أني أتفجع واعرف أن حد في التلاتة ارتكب الجريمة دي .. ربنا استرنا يارب .. استرنا ومتفضحناش يارب.

” الدكتور راح ناحية دفتر الروشتات وكتب لها العلاج. ”

– انا هساعدك ننزل الجنين ده في أسرع وقت، ولو تحبي أساعدك نعرف مين الحيوان ده فأنا تحت أمرك.

” الست هزت راسها، وأخدت بنتها ورجعت البيت وهي مش طايقة تبص في وش حد. ”
” عقلها هيطير منها، مستحيل ده يحصل، ابنها وجوزها وأخوها في منتهى التربية والأخلاق والإنسانية، التلاتة أكبر من الغلطة الحقيرة دي. ”
” وإن كان حد منهم الشيطان غلبه وعمل كده، إيه ذنب الاتنين الباقيين؟ ”
” ثم إنها مش بتسيبها لوحدها لحظة، وإن خرجت بتسيب لها اكل كتير في الأوضة وتقفلعليها الباب بالمفتاح، يبقى مين عمل كده؟ وإمتى؟ ”
” أووووف.. إيه الحيرة دي بس؟! لازم تبدأ تنفذ الحيلة اللي قال لها عليها الدكتور، وتكتشف بسهولة مين فيهم اللي عمل ”

 

الحلقة 2 الثانية

” أكيد لو بدأت في تنفيذ خطة الدكتور هتعرف مين اللي عمل كده.. ”
” كانت خايفة يطلع جوزها ولا أبوها ولا أخوها، لأن صدمتها هتكون كبيرة، ومش بعيد الصدمة تقتلها.. ”
” لكن لازم تعرف الحقيقة، و ده اللي خلاها تبدأ بالفعل في التنفيذ. ”
” نادت جوزها وقالت له إن البنت حامل، وقال إنه اكتشف بالفحص إن البنت حامل من محرم، يعني أب أو أخ أو عم أو خال. ”
” جوزها اتفاجئ بالكلام ده. – إنتي بتقولي إيه؟ أنا ابني مستحيل يعمل كده، وقلت لك مليون مرة إن أخوكي ده مش مريحني، وشاكك في إجازاته الطويلة دي. ”

– هو انت ما هتصدق تلاقي تهمة تلزفها في أخويا.

– هيكون مين يعني؟ أنا ابني مستحيل يعمل كده، وانا ليا كلام مع أخوكي، وهعرف شغلي معاه..

– لا وحياة بنتك ما تعمل حاجة دلوقتي، سيبني أتصرف، استنى أشوف الدكتور هيقول إيه ولا هيعمل إيه.

– دكتور؟ هو أنا عندي أعصاب تستنى الدكتور، انتي مش متخيلة المصيبة اللي احنا فيها، بنتك المعاقة ذهنيا حامل يا هانم.

– الدكتور أخد عينات هيعرف منها إن كان سبب الحمل أب ولا أخ ولا خال ولا عم، وهيتصل عشرة بالليل يقول مين السبب.

– ماشي لما نشوف دكتورك ده هيقول إيه.

” وبعد ما أقنعته مراته يسكت، طلبت منه يخرج ويسيب البيت ساعة.بعد ما جوزها خرج، راحت تستنى أخوها في أوضته، واتفاجئت إنه موجود من بدري وبيجهز شنطة هدومه. ”

– إنت بتعمل إيه؟

– بجهز شنطتي، لازم أسافر الواحات ضروري.

– وإيه السفرية اللي جات فجأة دي؟

– المهندس اتصل بيا وقال لي لازم تيجي.

” بدأت تبص له من فوق لتحت، وجسمها اترعش فجأة، وحست إنه سمع كلامها مع جوزها، وبيحاول يهرب، علشان كده حاولت تمسك نفسها، وتتزن شوية، وقفلت الشنطة اللي قدامه، وخدت نفس عميق وقالت له: ”

– أنا واقغة في مصيبة، في ورطة، وعايزاك توقف جنبي.

– يا ساتر يارب! ورطة إيه دي؟

– بنتي ليندا حامل يا سيف.

” سيف اندهش عادي، كأنه لسة مش مستوعب، وبدأ يستجمع العبارة من تاني. ”

– حامل ازاي؟ دي معاقة ذهنيا؟

– يعني هي إعاقتها اللي أدهشتك؟

– مش قصدي، بس ازاي؟

– الدكتور بيقول إنها حامل محرم؟

– محرم؟ انتي متأكده م الكلام ده؟

– الدكتور متأكد جدا

– دي جريمة حقيرة، سلوك وقح، مين السافل ده؟

– ده اللي هيجنني يا سيف، معقول يكون زياد ابني هو اللي عمل كده، مش قادر أستوعب اللي حصل، دبرني يا سيف، دبرني يا اخويا.

– زياد! مستحيل طبعا، ده من رابع المستحيلات كمان، بس احنا لازم ننزل الجنين ده اللي قبل ما ندخل لمرحلة الخطورة.- الدكتور عامل حسابه، بس أنا لازم أعرف مين اللي طعنني في شرفي، مين من أهلي ارتكب في حقي وحق بنتي الجريمة الفظيعة دي؟

– هو انتي شاكة فيا؟

– أشك فيك ازاي إنت كمان، إذا كنت اخترتك انت بالذات تساعدني، أنا هموت يا سيف، تصرفات زياد الفترة الأخيرة مخوفاني، وتصرفات أبوه من يوم بدأت اتعالج من الكبد موغوشاني أكتر.

– هو إيه اللي يخلي الدكتور متأكد أوي كده إنه حمل محارم- ده من أول ما اكتشف الحمل قال لي إنه محارم

– لو تحبي أتكلم مع ابنك زياد قبل ما اسافر، معنديش مانع

– انت مش هينفع تسافر أصلا يا سيف، أنا منتظرة اتصال من الدكتور الساعة عشرة، ولازم تكون موجود..

” طبعا سيف ميقدرش يمشي وإلا هيبقى بيهرب. ”
” سابت أخوها سيف وراحت أوضة زياد ابنها، واتخضت لما شافته سايب سريره، و ديسك المذاكرة، وقاعد ع الأرض، دافن وشه بين ركبتيه، وبيعيط، منفجر في العياط. ”
” أمه حاولت تفهم منه بيبكي ليه، لكن مفيش فايدة. ”
” حاولت تهديه علشان تحكي له، بردو مفيش فايدة. ”
” بس قالت له، لازم تكون موجود الساعة عشرة.. ”
” والكل اتجمع الساعة، والدكتور اتصل بيها ”

الحلقة 3 الثالثة

” الأب والأخ والابن، قاعدين في الصالة في موضع المتهم، والأم أخدت التليفون تجري بيه بعيد عنهم، وردت على الدكتور.. ”

– ألو .. أيوة يا دكتور .. أنا عملت اللي قلت لي عليه، والتلاتة منتظرين تليفونك، حاضر يا دكتور .. حاضر .. اللي تشوفه.

” المكالمة خالص، والتلاتة باصين عليها، متنظرينها، عايزين يعرفوا الدكتور قال لها ايه.. ”
” بصت عليهم كده وحاولت تشوف عيون كل واحد فيهم، يمكن تلاحظ خوف حد فيهم مثلا، أو ارتباك حد، أو شغف حد.. ”

– الدكتور قال لك ايه؟

– بصوا بقى .. أنا كلمت كل واحد فيكم على انفراد النهاردة، لكن دلوقتي لازم تعرفوا إن الدكتور عايز كل واحد فيكم يروح له العيادة لوحده، علشان تحليل ال DNA.

” أخوها سيف بص لها باستغراب كده.. ”

– تحليل DNA ايه اللي هيعمل له الدكتور بتاعك ده، ده الجنين لسة مكملش شهر، هو الدكتور بتاعك ده غبي؟

– من غير غلط يا سيف، ما اهو انا لازم أعرف من الاخر مين اللي عمل في بنتي كده.

” جوزها بص لها وعيونه بتدق شرار، وزعق فيها وقال لها: ”

– انتي بتشكي فينا يا ولية انتي ولا ايه؟ ده انتي سنين أهلك سودة؟ انتي اتجننتي يا ست انتي؟

– محدش ياخد الكلام عليه، ما اهو انا مفيش حد غريب بيدخل بيتي.

– وانا مش فاهم يعني ايه الدكتور الفصيح بتاعك ده اللي مصمم إن الحمل ده حمل محارم.

– الدكتور لا قال حمل محارم ولا غيره، دي الخطة علشان أشوف ردود أفعالكم، وانتوا التلاتة مش مريحينني، وهتروحوا تعملوا التحليل، مش علشان نشوف مين المتهم، على الأقل علشان نشوف مين الاتنين الأبرياء.

” جوزها خلع الجزمة اللي في رجله، وجري ناحيتها، ونزل ضرب على راسها ووشها، وفضلت تصرخ.. وتلطم على وش نفسها. ”

– انتي خرفتي يا ولية .. خرفتي .. شاكة إني أنا أعمل كده يا بنت الكلب..

– اضربني .. اضربني .. ما انا اللي شاربة المر لوحدي .. اضربني بالجزمة على وشي علشان باكية على شرف بنتي .. اضربني بالجزمة..

” أخوها سيف حجز بينهم، وقدر يبعد جوزها عنها، ويحاول يهديها. ”

– أنا مش فاهم بردو ايه اللي يخليكي مصممة انه حد فينا، ما دام الدكتور لا قال حمل محارم ولا حمل زفت، انتي بتعملي كده ليه.

– علشان مفيش حد بيدخل بيتي .. ومفيش تحليل DNA، وكان نفسي حد فيكم يعترف .. نفسي حد يبرد قلبي يقول لي مين الوسخ اللي عمل كده .. ارحموني يا ناس .. ارحموني .. ارحموني وسامحوني .. حقكم على راسي أنا.

” بدأت تدوخ .. ولسة هتوقع على الأرض .. كان جري عليها التلاتة يسندوها، وعيونها بتبص على زياد اللي وشه متغير، ومش عارفة ماله.. ”

– اعترف يا زياد يا ابني .. اعترف علشان خاطري .. لو انت هسامحك .. ريحوا قلبي حرام عليكم.

” زياد بكى .. وساب أمه وأبوه وخاله .. وجري على أوضته وقفلها عليه، والتلاتة بيبصوله.. ”

– هو الولد ده ماله؟

– أنا مش متخيلة إن ابني يعمل كده .. مستحيل .. أنا لازم أروح للدكتور بكرة زي ما قال لي واشوف هيعمل ايه..

” زياد قعد في الأوضة قافل على نفسه، ومش بيرد على حد، وأبوه وأمه خاله بيحاولوا يفهموا اللي حاصل، لكن مفيش فايدة.. ”
” الأم سابت الاتنين قاعدين مع بعض يضربوا أخماس على أسداس، وأخدت أكل بنتها المعاقة “ليندا” والعلاج بتاعها، وطلعت فوق عندها.. ”
” دخلت عليها الأوضة .. والبنت قاعدة ع السرير، فاتحة بؤها، بتلاعب حاجة مش ظاهرة في الأوضة وبتعمل “عاااا .. هععععا .. هعععا” ”
” الأم عارفة ان دي عادتها، و دخلت عليها وهي بتبكي من حسرتها ووجعها على بنتها اللي مش عارفة حاجة في الدنيا، ومع ذلك واقعة في ورطة كبيرة مش عارفة تتحل منها.. ”
” بكل عطف الأمومة ساعدتها تاكل، وتشرب العلاج، والبنت مش دريانة أصلا هي بتعمل ايه.. ”

” فجأة.. ”

” البنت عملت حمام على روحها .. ولأول مرة أمها تتعصب عليها، ونزلت عليها ضرب والاتنين بيصرخوا. ”

– انتي زهقتيني في عيشتي .. أنا كرهتك .. انتي خربتي بيتي .. هتخليني أقتل ابني بسببك..

” وفتحت إيديها .. وضربتها على وشها بالأقلام بقوة .. وغل .. والبنت بتصرخ .. مش عارفة تنطق.. ”
” البنت مش عارفة تقول لها حرام عليكي .. مش عارفة حتى ترفع إيديها تتفادى بيها الضرب.. ”
” الأم فجأة بقت زي الوحش الكاسر .. كأن الشيطان راكب راسها وبيحركها.. ”
” أقلام يمين وشمال .. والبنت وشها بيجيب دم.. ”

– انتي بلوتي .. انتي مصيبتي .. أنا عملت ايه في حياتي علشان ربنا يبتليني بيكي ..

– انطقي يا حمارة .. اتكلمي .. مين اللي عمل كده .. مين اللي عمل كده .. مين يا مقرفة

” البنت بتصرخ .. والأم بتصرخ .. والأب والخال دخلوا فجأة. ”
” أنقذوا البنت من أمها .. وأخدوا الأم وخرجوا بيها.. ”
” وفي اللحظة دي الدكتور اتصل بيها.. ”
” الدكتور قال لها حاولي تراقبي أوضة بنتك كويس .. ربما اللي عمل كده يحاول يروح يقتلها علشان يداري جريمته، وياريت تراقب الناس اللي معاها في البيت كويس .. ولو تقدر تبات مع بنتها في نفس الأوضة يا ريت تعمل.. ”

” فجأة.. ”

” الوحش الكاسر بقى حمل وديع .. عاطفة الأمومة اتحركت جواها من تاني .. وخافت على بنتها .. ”
” هو ايه اللي بيحصل ده .. دي لسة كانت من شوية عايزة تموتها .. عايزة تخلص عليها .. فجأة كده بقى همها ازاي تنقذها. ”
” اللي بيحصل ده غريب .. هي أكيد كانت تحت تأثير الضغط النفسي اللي حصل لها طول اليوم.. ”
” بقت الأم تراقب الوضع، وفجأة لقت حاجة غريبة في أوضة سيف اللي برة .. ”
” صرخت .. وكتمت صرختها .. علبة السم دي بتعمل ايه في أوضة سيف أخوها. ”
” العلبة دي مكنتش موجودة في العصر لما دخلت عنده.. ”
” أكيد سيف جاب العلبة دي معاه من برة .. معقولة دي.. ”
” معقول سيف عايز يقتل بنتها؟ طيب ليه؟ ده مكنش خايف؟ ”

“أوبااااااااااااااااا.. ”

” خرجت تجري على زياد ابنها علشان يسهر معاها، ايه اللي بيحصل ده.. ”
” خبطت على زياد .. كان بيذاكر .. وماسك في يده سيجارة.. ”
” ايه ده؟ هو زياد من امتى بيشرب سجاير؟ ”
” ايه اللخبطة دي؟ زياد عمره ما عمل كده.. ”
” ورقة على ديسك المذاكرة مكتوب عليها “سامحيني ياأمي” ”
” الأم اتخضت.. ”

– ايه ده يا زياد؟ بتشرب سجاير؟

– ايه الورقة دي؟

– ايه الموس اللي جنب الورقة ده؟

” الست وقعت من طولها أغمى عليها.. ”

 

الحلقة 4 الرابعة

الست مغمى عليها ع الأرض، مش مصدقة إن ابنها بيشرب سجاير، واكتب ورقة سامحيني يا أمي وموس جنب الورقة..

أكيد هو اللي عمل المصيبة دي، وعلشان كده دايما بيعيط، وكاتب سامحيني ياأمي، ومجهز الموس اللي هيقتل بيه أخته.

زياد قام يصرخ، وينادي على حد ينقذه، لكن مفيش حد، راح متصل بخاله سيف يلحقه بسرعة.

في اللحظة دي كان زياد أسعفها برش البرفان على يده، وخلاها تشمه..

بدأت تفتح عينيها وهي منهارة، والدموع بتنزل منها زي شلالات فيكتوريا..

– ماما .. ماما .. قومي يا ماما .. سامحيني يا ماما، مش هشرب سجاير تاني يا ماما.

الأم فتحت عينيها وبدأت تستجمع قوتها.

– انت يا زياد؟ انت تعمل كل ده، عايز تقتل أختي، عايزين تدبحني تلات مرات يا زياد، تدبحني بمصيبة سودة عملتها، وبعد كده تقتل أختك، وتروح مني.

زياد مستغرب من كلام أمه، مش فاهم هي بتقول ايه.

– استني استني يا ماما، هو انتي بتقولي ايه؟ عملت ايه في أختي؟ وهقتل أختي ليه؟

– أومال جايب الموس ده ليه؟ وايه سامحيني يا أمي اللي في الورقة دي.

زياد سند أمه، وساعدها تقعد على السرير بتاعه بدل ما هي واقعة ع الأرض كده، وبص عليها.

– أنا جايب الموس ده كنت عايز أنتحر بيه، والورقة اللي فيها سامحيني يا أمي دي، لو لاحظتي هتلاقيها عنوان، لسة كنت هكمل لك اللي حاصل.

– هتكمل لي ايه؟

– أنا مش في تانية كلية زي ما انتي فاهمة، أنا رسبت السنة اللي فاتت، وكدبت عليكم وقلت إني نجحت ورحت سنة تانية، على أساس أصارحكم بالحقيقة لما أنجح السنة دي وأروح تانية .. بس للأسف معرفتش أجاوب في امتحان المادة اللي فاتت واللي قبلها، ومش عارف أذاكر حاجة لامتحان المادة اللي جاية، وحالتي النفسية سيئة خالص يا ماما، لأني هسقط للسنة التانية، وكده هستنفذ وهيفصلوني من الكلية، ومش هعرف أوريكم وشي تاني، وكان أفضل حل للهروب من عقاب نظراتكم هو الانتحار .. أنا بشرب سجاير ليا أسبوع، ومش عارف أتكلم في البيت، ودايما عياط، ومش هستحمل الحياة دي، كان لازم أنتحر يا ماما.

الأم تلتهمه بذراعيها، وتضمه لحضنه بقوة وهي بتبكي.

– يا ضنايا يا ابني .. في ستين ألف داهية الكلية، والتعليم كله، هتموت نفسك وتموتني وراك علشان كلية، عايزين تموتوني ليه، مش كفاية مصيبة أختك..

– سامحيني يا ماما، انتوا اللي صممتوا أدخل الكلية دي، وانا مش بحبها ومش عايزها أصلا.

الأم فضلت تبوس فيه في كل حتة في جسمه، كأنه رجع من سفر طويل، أو رجع من ميت محقق، وهي بتبكي.

– سلامتك بالدنيا يا زياد، سلامتك بالدنيا يا ابني.

فجأة كده..

أمه بعدت منه لورا، وسألته:

– زياد! هو انت ليك علاقة باللي حصل لأختك ده؟

– أقسم بالله يا ماما ولا أعرف عنه حاجة، والله والله يا أمي مش أنا.

– طيب خالك سيف؟

– أنا معرفش حاجة .. ومليش دعوة بحد.

الأب بينادي عليهم بصوت عالي، صوت زعيق، زي اللي بيضرب جرس المدرسة الكل يجمع.

من تأليف سيد- داود- المطعني

خرجوا من الأوضة، ووقفوا قصاده، وكان سيف واقف معاه.

– أنا جبت لك شيخ كبير، شيخ بيعرف كل حاجة، علشان يكشف على بنتك، ويعرف مين الكلب اللي عمل الحركة دي.

– شيخ ايه ده؟

– شيخ بتاع كل حاجة، وبيعرف في السحر والجن، وعنده جن مسخرهم يعرفوله كل حاجة.

– أنا مش هخلي دجال يكشف على بنتي.

– لكن أن هخليه يكشف لنا الحقيقة، بدل ما انتي كل شوية بتتهمي حد فينا.

الأم بتبص على سيف بتشوف رأيه ايه.

– ايه رأيك يا سيف؟

سيف بيبص بعيد.

– والله انتوا ضيعتوا مستقبل سيف أصلا، وعطلتوني عن شغلي، واتهمتوني تهم فظيعة، وربنا يسامحكم.

– السم اللي في أوضتك ده يا سيف جايبه تعمل بيه ايه؟

– ايه السؤال ده؟ ما انا في كل سفرية باخد معايا سم وانا رايح الواحات..

الأم ضربت دماغها بيدها، حست إن تليفون الدكتور لخبطها.. وبصت على جوزها.

– نادي ع الشيخ بتاعك يورينا هيعمل ايه؟

دخل الشيخ جوة صالة البيت، وفضل يبص حواليه، ويبص في وشوش الناس..

شكله مقرف، ومش باين عليه شيخ أصلا، شكله واحد دجال، لابس هدوم مهلهلة، وألوان ملهاش علاقة ببعض، وريحة أمه آخر قرف، وشكله بيسخر الجن في الكشف عن حاجات يستفيد منها..

الأم بدأت تحكي له ع اللي حصل، وحكت له إنها مش عارفة مين اللي عمل كده، ومفيش حد بيدخل بيتها غريب خالص.

– وانتي متأكدة يا ستي من تشخيص الدكتور انها حامل.

– طبعا متأكدة .. متأكدة جدا .. هو أنا كنت أشك في أخويا وابني وجوزي غير من تأكيد الدكتور.

– هي بنتك بتكشف عند الدكتور ده من زمان؟

– أيوة، من أول ما كبرت لو حست بأي ألم، بعرضها عليه.

– مش ممكن يكون الدكتور ده هو اللي عمل العملة دي؟

الست اتفاجئت بكلام الشيخ..

– نعم؟ ايه اللي انت بتقوله ده؟

– مش يمكن حقنها بأي عقار يجرب فيها حمض معين، من الحاجات اللي بيستخدموها في الحقن المجهري، وكده كده مش هيخسر حاجة إنه يعملها حقل تجارب.

الست بدأت تنهار، مش مستوعبة.

– مستحيل الدكتور يعمل كده..

– اللي خلاكي تظني إن جوزك وأخوكي وابنك عملوا حاجة أقذر من كده .. يخليكي تستبعدي إن الدكتور يكون عمل من بنتك حقل تجارب؟

– انت متأكد؟ الجن بتاعك قال لك كده؟

الشيخ اتضايق من كلمة الجن بتاعك قال لك كده، وانفعل عليها وزعق فيها..

– أنا معنديش جن .. مش بشغل معايا جن .. وصرخ في وشها..

والمسكينة أغمى عليها تاني .. وبدأوا يوفوقها

الحلقة 5 الخامسة

الست مغمى عليها بسبب الشيخ اللي صرخ في وشها.
الكل بيجري ناحيتها بيحاول يفوقها، وهي مش مستوعبة حاجة.
المهم وقفت على رجلها وبصت على الشيخ، اللي بدأ يبص لها من فوق لتحت..
_ مالك بتبص لي كده ليه؟
_ انتي أغمى عليك مرة أو اتنين قبل كده؟
_ أيوة فعلا؟
_ المرة اللي فاتت كانت في أوضة ابنك زياد؟
الست هتتجنن .. الشيخ ده عرف الحاجات دي منين، بس هي مضطرة ترد عليه.
_ أيوة أغمى عليا في أوضة ابني.
_ هو انتي ازاي قدرتي ترسمي دايرة الشك حوالين جوزك وأخوكي وابنك، ولما أنا حطيت الدكتور جوة دايرة الاتهام، لاقيتك رافضة وبتصرخي؟
_ أصل أنا دايما بكون واقفة معاها عند الدكتور.
_ بس أنا قلت لك إن الدكاترة الأيام دي بيستخدموا عقارات وحقن للعمليات المجهرية، وأحيانا بيكون الدكتور معندوش لا ذمة ولا ضمير، وبيحقن الحالة اللي عنده بأي سائل، علشان الست تحمل ويقولوا الدكتور شاطر.
_ وهو هيحقن بنتي ليه؟
_ يا ستي افهميني .. بنتك حالة ميئوس منها، بنت معاقة ذهنيا، وفاقدة الوعي، ومش عارفة حاجة في أي حاجة في الحياة، يعني بسهولة يعملها حقل تجارب بدون ما تشعري، يجرب الحاجات اللي عنده دي قبل ما يحقنها لزباين العيادة، وبما إنه مجرم وحقير، هيقول في نفسه وايه يعني، ما اهي واحدة منتظرة الموت، وأكيد أهلهم منتظرينها تموت، مفيهاش حاجة لو يجرب فيها.
_ مستحيل .. اللي انت بتقوله ده مستحيل..
_ لما قال لك انها حامل، كان مستغرب ووشه مخطوف، وعنده ذهول، ولكن بيتكلم عادي؟.
_ كان بيتكلم عادي جدا.
_ بذمتك؟ ده رد فعل دكتور اكتشف إن حالة معاقة ذهنية حامل؟
الكل بيبص مندهش! كلام الشيخ مقنع خالص، مع إنه مش شيخ، وشكل أمه دجال نصاب، وهدومه مقرفة، بس بيقول كلام زي الفل.
الأب بص على مراته بغضب.
_ يعني اتهمتينا كلنا يا خرفانة علشان سلمتي دماغك ليه، وفي الآخر طلع هو اللي عملها.
_ أنا فعلا كنت بسمع له، كنا ندور مع بعض ع المجرم، بس ازاي يعمل كده؟ ده مش بني آدم، أنا لازم أبلغ عنه.
الشيخ بص عليها وبيشاور لها.
_ مش هينفع نبلغ عنه إلا بعد ما نثبت براءة المتهم التاني.
_ مين المتهم التاني ده؟
_ انتي يا مدام!
الست اتخضت، وجوزها واخوها وابنها بصوا على الشيخ وعليها
_ انت بتقول ايه يا راجل انت؟ انت اتجننت؟ هي بنتي هتحمل مني يا متخلف يا قذر يا حقير؟
_ بس .. بس بس .. هدي أعضائك يا مدام لو سمحتي، ما اهو انت مش متهمة نفس الاتهام بتاعهم.
الأب يحاول يبلع ريقه، مش مستوعب، وعايز يسأل الشيخ مش عارف.
_ أرجوك يا شيخ، توضح كلامك.
_ مراتك يا أبو زياد، بتطلع بالبنت كذا مرة في الأسبوع، وانت مش بتكون عارف هما راحوا فين، ولما ترجع بتكون معاها فلوس متوفرة، بيحصل كده ولا مش بيحصل؟
_ أيوة بيحصل، عمرها ما قالت لي راحت فين ولا جات منين؟ بس انت عرفت ازاي يا شيخ؟
_ مش مهم عرفت منين، السؤال هنا، مش يمكن كانت بتروح تعرضها على حد بالفلوس؟ بتستغل سذاجتها؟
الست بتجري ناحية الشيخ عايزة تضربه.
_ اخرس يا حقير، يا كلب يا سافل.
الزوج والابن زياد مش قادرين يمسكوا أعصابهم، ايه اللي بيحصل ده؟
معقول تكون أم ليندا بتعمل فيها الحقارة دي كلها؟ معقول تكون هي السبب؟
اللي بيحصل ده مش طبيعي، دي تبقى ست قذرة وعايزة الحرق بالنار، مستحيل تكون كده..
_ اتكلمي .. دافعي عن نفسك .. قولي كنتي فين ببنتك كل المرات دي.
الست مش قادرة تتكلم، بتبص على جوزها وأخوها وأبوها، ومش قادرة تتكلم.
الشيخ بص عليها بنظرة غضب وقال لها:
_ كده عندنا اتنين متهمين، هو انتي .. والدكتور بتاعك..
_ أنا معملتش كده .. مستحيل أعمل في بنتي كده .. مستحيل.
_ الكلام ده أنا هعرفه بنفسي، أنا هخلي بنتكم المعاقة تنطق وتقول لكم كانت مع أمها فين.
الكل بيبصوا على بعضه، مش قادرين ينطقوا، مش عارفين يتكلموا، الكل ساكت، الكل بيبص الشيخ، وعلى الأم .. الكل في حالة ذهول..
سيف واقف، مش دريان بالدنيا، وجمسه بيفرز عريق بشكل غريب.
الأب هيتجنن .. وضعه دلوقتي أصعب من اللحظة اللي كانت مراته بتتهمه فيها.
زياد نسي الكلية والانتحار، ومش مستوعب..
هي الأم مالها ساكتة كده ليه؟ مش بتدافع عن نفسها ليه؟ مش بتتكلم ليه؟
طيب تقول حاجة؟ تقول للشيخ انت كداب .. أو تقول حتى إنها كانت عند دكتور تاني .. هي ساكتة ليه ..
جسمها بيترعش .. أسنانها بتخبط في بعض .. وأطراف صوابعها زي اللي بيحركهم هوا أمشير .. جلدها فجأة بقى ساقع زي التلج..
يا نهار أسود!..
يا دي المصيبة!
هي ممكن تكون فعلا هي السبب في كل ده؟
ما اهو ممكن يكون الدكتور، لأنه كتب لها علاج يخليها تجهض الحمل.
أو ممكن تكون شريكة الدكتور؟
هو في ايه؟
ايه اللي بيحصل ده؟
والشيخ ده هيعرف ازاي؟
هو ليه الكل ساكت كده؟ ليه مفيش حد بيتكلم؟ حد ينطق يا جماعة يكسر لنا حاجز الصمت ده..
الأب حاول يستجمع كل قوته، وبيبص ع الشيخ، علشان يتكلم معاه.
بس الشيخ بيبص على سقف البيت، وبيبص ع الحيطان، زي اللي تايه في شارع كبير.
بيقرب من حاجات غريب ويدقق النظر فيها..
أخيرا الأب هينطق يسأله..
الأب استجمع قوته، وبطل يترعش .. ما اهو لازم يتنيل يسأله .. مفيش وقت يضيع في الخوف والسكوت والصدمات.
الأب مع شوية رعشة في بؤه ولسانه بيسأله:
_ وانت ت نتت تتت … وانت هتعرف ازاي يا شيخ؟
_ أنا هطلع أوضة البنت دي، وهخليها تتكلم قدامكم.
الكل بيبص في بعضه، والأب أخد الشيخ، وطلع بيه عند أوضة البيت، بس المفتاح مع أمها..
الأم خايفة .. مش عايزة تطلع لهم المفتاح.
_ لاء .. مفيش حد هيدخل على بنتي .. مفيش حد يدخل على بنتي .. أوضة بنتي خط أحمر..
سيف أخوها ضربها على وشها، مش عارف نفسه بيعمل ايه؟ وأخد منها المفتاح غصب واقتدار، وطلع بيه للشيخ..
الأربعة طلعوا ورا الشيخ..
فتح الباب بالمفتاح .. ودخل يبص حواليه على الأوضة … شكله كده مخاوي جن فعلا .. الست مش بتكدب..
البنت قاعدة ع السرير.. بتفتح بؤها .. وبتحاول تشوف أسنانها..
ايه اللي بتعمله المسكينة دي؟
يا بنتي مش هتعرفي تشوفي أسنانك بالعين..
بدأت تعمل أصواتها الغريبة اللي بتعملها كل مرة لما حد يدخل عندها الأوضة..
أصوات زي دي ” هاااااااااااء .. هوووووووووع … اااااااااااااااء”.
وبترفع راسها لفوق، وبتحاول تسندها وراها على ضهرها..
بتبص بطرف عينها ع الشيخ، مرعوبة منه ..
بدأت تكمش في نفسها .. جسمها بيترعش .. دي أول مرة يحصل معاها كده..
جسمها بدأ يتهز بقوة غريبة .. مش قادرة تسيطرة على صوت خبط أسنانها من الرجة ” دددددددددي دددددددددي ددددددي طك طك طك”
الأربعة واقفين يتفرجوا..
الشيخ بيتقدم ناحيتها يسألها:
_ قولي لي يا ليندا .. كنتي تروحي فين مع ماما لما خرجتي معاها؟
ليندا خايفة .. ساكتة مش بتتكلم.
الشيخ مسك دماغها بقوة .. بغلظة .. بمنتهى القسوة .. ضغط عليها، كأن قطارين سكة حديد بيدهسوا رأس بني آدم.
يا ربي! حرام كده .. البنت مسكينة .. بتصرخ .. بتتألم .. ايه ذنبها في كل ده؟
_ انطقي يا حمارة .. اتكلمي..
البنت مش قادرة تتكلم .. بتصرخ..
الشيخ طلع عصاية من جيبه، فرطها بيده بقت أكبر.. رجع خطوتين لورا، وبدأ يضربها بالعصاية على جسمها، ويلسعها بأطرافها على وشها..
حرام بجد اللي بيعمله المتخلف ده .. حرام ..
ليندا بتصرخ ” اااااااااااااء … هاااااااااااااااااااااااع ….”
_ اتكلمي يا معاقة يا متخلفة .. انطقي .. كنتي فين..
الأربعة واقفين متسمرين .. بيتفرجوا .. معتقدين إنه بيضرب جن .. مفيش حد قادر يتكلم .. الشيخ وحده صاحب السلطان في الأوضة..
البنت بدأت تنطق فعلا .
فتحت عينيها، وبصت على أبوها .. وأخوها.. وخالها .. وبصت على أمها..
_ ماما .. وأنا .. وماما .. وأنا
_ انطقي .. كنتوا تروحوا فين؟
_ ماما كانت .. كنا .. ماما … نروحوا .. كنا .. فين؟
الشيخ اتعصب عليها .. جاب آخره.. راح مطلع شطة مطحونة من جيبه، وراح قافل بيها بؤها .. ومناخيرها.. وهو بيصرخ..
_ انطقي يا متخلفة .. انطقي ..
المسكينة هتموت .. مش مستحملة ..
_ شق شق شق … هاتسي .. هاتسي .. هاتسي .. اااااااااااااء
الشيخ بعد منها شوية .. والبنت قالت بصوت طبيعي خالص..
_ ابعد مني .. أنا هتكلم .. هقول على كل حاجة .. هحكي كل اللي حصل..

الحلقة 6 السادسة والأخيرة

الكل واقف مذهول! مستغربين .. ازاي البنت نطقت..
وفجأة..
دخل العم عدلي، يبقى عم ليندا، شقيق أبوها، راجل باين عليه الهيبة، والحكمة، والخبرة، والحالة المالية الميسرة، شعره أبيض، وشنبه أبيض خفيف، يعني لو لبس طربوش هيبقى باشا من بتوع زمان..
كان ماسك في يده عصاية حرف T لزوم الوجاهة والأناقة، وبيلبس جلابية شيك وحاجة آخر نزاهة، وعيون تخلي اللي يشوفه يعرف انه راجل صاحب هيبة، وشخصية قوية..
أول ما شاف ليندا وشها مخطوف، وباين عليها آثار الضرب من المتخلف ده، اتضايق جدا، وزعق في الكل:
_ انتوا ازاي تجيبوا الدجال المتخلف ده يبهدل البنت كده، انتوا ليه دايما تتصرفوا من دماغكم، ليه تخفوا مصيبة زي دي عليا، هو أنا مش عمها؟ وآخر المتمة جايبين الحقير ده يعمل فيها كل ده..
الشيخ بيرفع صباعه عايز يهدد العم عدلي:
_ اسمع يا عدلي .. انت عارف أنا ممكن أعمل فيك ايه؟
عدلي بص له من فوق لتحت .. وضربه بالعصاية على جسمه، زي الباشا اللي بيعاقب مستخدم في أرضه..
_ انت تعمل التخاريف بتاعتك دي على أي حد غيري .. راجل معفن، فاكر نفسك مسخر الجن لخدمتك، وهو أصلا اللي مسخرك لخراب البيوت يا معفن، امشي اطلع برة من هنا.
_ هخليهم يجننوك يا عدلي..
_ جن لما يلخبط وشك .. هو انت فاكرني هخاف، أنا بعرف اتعامل مع الأوساخ اللي زيك..
ليندا بدأت ترجع لطبيعتها الأولى، الغياب عن الوعي، والإبتسامة البلهاء اللا إرادية، والنظر بالعين على يمينها.
وبدأت تتألم من آثار الضرب .. يبدو إن الجن هرب منها، اللي كان الدجال جايبه علشان يخليها تنطق..
العم عدلي بص على ليندا، وبص ع الناس، وفهم التغير..
_ هو انتوا عملتوا في البنت ايه؟
رد عليه سيف
_ ده قال لنا انها هتنطق وتقول مين اللي عمله فيها كده، وفعلا نطقت لولا انك جيت..
_ هي اللي نطقت بردو .. اللي كان هينطق بدالها هرب أهو، لو هو معالج بصحيح يخليها تنطق في حضوري.
_ انت جيت خربت الدنيا يا عدلي..
بص عليه عدلي بغضب، ورفع العصاية ونزل عليه بعقاب أشد من الأول، وجري وراه من الأوضة.
_ امشي اطلع برة يا ابن الكلب..
الدجال هرب، والعم عدلي راح اقترب من ليندا، وبدأ يطبطب عليها.
_ يا حبيبتي يا بنتي .. بهدلوكي البقر دول
باس راسها، وضمها لصدره وهو بيحاول يهون عليها..
وقام يحاكم الأم والأب والخال والابن.
_ انتوا ايه حكايتكم .. وانت ايه حكايتك يا ابو زياد .. يا أخويا .. يا ابن أمي وأبويا؟ انت هتفضل دايما ماشي ومراتك كده .. تقول لك متدخلش اخواتك في حياتك تروح منفذ الكلام..
_ ملوش لازم الكلام ده يا عدلي .. احنا في مصيبة سودة..
_ ما انا عرفت ان انتوا في مصيبة سودة .. وعارف مين اللي كان سبب فيها، وتأكد بنفسي دلوقتي .. بس اقول ايه؟ مراتك كانت هتخرب الدنيا .. وانت علشان تنفي التهمة عن نفسك رايح تجيب دجال نصاب يبهدل بنتك؟
_ وانت عرفت منين يا عدلي؟
_ ابني خالد سمعك وانت بتحكي للدجال ده على ناصية الحارة، وبتحكي لك عن كل حاجة .. وعايز اعرف منكم التفاصيل الكاملة علشان أفاجئكم باللي متعرفهوش..
الأم واقفة ساكتة .. الأب مش عارف يتكلم .. مكسوف من أخوه اللي هو فعلا غلط لما راح يحكي سره للدجال، وطنش أخوه، علشان مراته دايما بتزرع فيه كره اخواته.
سيف بدأ بالكلام .. وحكاله كل حاجة لحد اللحظة اللي دخل فيها عدلي..
وقف عدلي يبص على الأم..
_ انت امرأة سوء .. طول عمرك سوء .. كنتي شاكة في كل دول .. ومعرفتيش تدافعي عن نفسك لما سألك الدجال بتروحي فين.. طول عمرك بتكرهيني وبتحقدي عليا علشان ظروفي المالية متيسرة، مع إني عمري ما قصرت معاكم، لكن انتوا اللي بترفضوني معرفش ليه، الحقد خليكي تبعدي عني أخويا وابن أخويا، وابقى ممنوع من دخول من بيتكم، مع ان أخوكي بيقعد هنا بالشهر..
ومع ذلك ..
انتي بريئة من تهمة الدجال ده انك عملتي في بنتك كده، بس للأسف .. والحقيقة اللي جوزك ميعرفهاش، إن الحقد اللي جواكي عليا وعلى مراتي وعيالي .. خلاكي تسحبي بنتك في يدك كل كام يوم، وتروحي تتسولي بيها في السيدة زينب مرة، وفي الحسين مرة، وتقولي بنتي معاقة وعايزة عملية، وجوزي ميت، وأفلام حمضانة..
واللي جوزك ميعرفهوش إنك معاكي فلوس في البنت تتعدى الخمسة مليون جنيه..
أصل الناس اللي بيقعدوا ع الكافيهات في الحسين ناس طيبين، وظروفهم مرتاحة، وبيدفعوا كتير للحالات دي..
والدكتور كمان بريء من التهمة الباطلة اللي اتهمها الدجال ده، لأن مفيش حاجة كده أصلا..
وأبوها بريء وخالها وأخوها أبرياء..
يا ريتك كنتي جيتي تشاركينا المصيبة علشان نفكر معاكي.

ربنا يسامحك..
البنت المسكينة بقت حقل تجارب .. بقت مشروع ليكي تعملي منها فلوس .. وبقت ضحية للدجال المتخلف ده علشان يخرب بيها البيت ويوقع الناس كلها في بعض..
والمدام خايفة تقول انها كانت بتشحت بالبنت، رغم ان التهمة اللي اتهمها لها الدجال معروفة..
_ وانت عرفت الكلام ده منين يا عدلي؟
_ ياخي ارحمني .. هو انت كل همك عرفته منين؟ ولما سمعت ان بنتك حامل كان كل همك تثبت انك بريء .. مش هتتغير خالص..
_ أنا مسامحكم على فكرة .. ومش غضبان عليكم .. ولما سمعت بالصدفة عن المصيبة دي اتدخلت في اللحظة الأخيرة.
سيف بيبص عليه..
_ أنا دمي نشف .. وريقي نشف .. أبوس ايدك يا حاج عدلي تقول لنا مين اللي عمل كده، ومتى وفين؟
_ حاضر يا سيف .. هقول لك .. بس لازم تعرفوا حاجة قبل ما أقولكم اللي حصل..
إن اللي حصل ده كله بسبب الحقد … حقد أختك يا سيف عليا وعلى مراتي خلاها تشحت بالبنت علشان يبقى لها بيت كبير زي بيتي، مع انهم لو قبلوني وسطيهم مش هبخل عليهم..
والمصيبة التانية وهي حمل البنت كان السبب عدم الثقة والمكر.
سيف استغرب وبص له..
_ مكر مين؟ وعدم ثقته في مين؟ ما تتكلم على طول يا عم عدلي..
_ حاضر يا سيف هقول لكم اللي حصل ايه؟

وقف عدلي يبص على الأم ويكلمها..
_ لو انتي لجأتي لي وقلتي لي الحقني يا عدلي .. بنتي حامل .. كنت هفكر معاكم بالعقل والمنطق علشان نوصل لكل حاجة..
بس انتي قلتي للدكتور عمره ما في حد دخل بيتي ولا بيدخل بيتي ولا يشوف بنتي، غير جوزي وابني زياد واخويا سيف، وعملتي نفسك ذكية وفاهمة الحياة، وخليتي كل دول متهمين، لحد ما جوزك النبيه راح لدجال غريب وطلعتي انتي متهمة، والخسران الوحيد هو البنت المسكينة دي..
لكن انتي ناسية حاجة مهمة يا مدام .. يوم ما اتحجزتي في المستشفى، وكانت مراتي عندك بتزورك، وكانت الست مرات صبحي عندك ساعتها..
انتي كنتي عايزة تغيظي مراتي .. طلعتي مفتاح بيتك للست مرات صبحي وطلبتي منها تدخل الأكل لبنتك ليندا، علشان معندهاش أكل في الأوضة..
مرات صبحي معاها ولادها بلطجية وأوساخ، والست نفسها أوسخ منهم، ومع ذلك خليتي مفتاحك معاها الكام ساعة دول، علشان مراتي تحس بفرق في التعامل، مع انها رايحة تزورك صدقة وشفقة..
مرات صبحي كانت قرفانة من بنتك أصلا، وخلت ولادها يدخلولها الأكل ..
تخيلوا بقى الأوساخ البلطجية دول ممكن يعملوا ايه في بنت زي دي لوحدها مش عارفة حاجة..
ولما رجعتي من المستشفى، لاحظتي إن المكواة بتاعتك اتسرقت، ومش عارف ان كنتي خفتي من جوزك ولا ايه، مرضتيش تقولي المكواة اتسرقت، علشان ميعرفش ان المفتاح كان مع مرات صبحي..
سيف يستوقف عدلي:
_ انت متأكد من الكلام ده يا حاج عدلي؟
_ أنا لما سمعت من ساعة، افتكرت ان مراتي حكت لي عن حوار مرات صبحي، وكنت شاكك فيهم، أخت أولادي والصبيان بتوعي ودخلنا عليهم البيت، وخليتهم يقروا بكل حاجة، واعترفوا انهم عملوا كده، وانهم يومها كمان سرقوا مكواة من البيت..
يعني بنتك كانت ضحية حقدك وغلك، وكرهك ليا، ولمراتي..
خليتي جارة عديمة الثقة، ست وسخة، وولادها أوساخ يدخلوا بيتك في غيابك .. وبردو حقدك خلاكي تتصرفي من دماغك..
الحاج عدلي وقف في الكلام وبص عليهم..
مشهد صامت … كلهم بيبصوا على بعض .. مفيش حد بيتكلم..
الأم جريت عليه تبوس ايده..
_ دبرني يا عدلي أرجوك .. قول لنا نعمل ايه .. استر علينا الهي يستر عليك..
_ أنا هستر عليكم حتى لو مطلبتيش .. لأن الكبير دايما يستحمل .. ويا ريتكم تتعلموا..
_ وهنتصرف ازاي دلوقتي.
_ دلوقتي لازم تتبرعي بكل الفلوس دي لدار رعاية أيتام أو دار متحدي قدرات خاصة، أو حتى دار مسنين .. لأنها فلوس حرام جات بالتسول واستغلال بنت معاقة..
الست هتتجنن وبتبص له، عايزة ترفض، لكن الحاج عدلي رفع العصاية وزعق فيها
_ عليا الطلاق لو ما اتبرعتي بيهم، لأبلغ عنك المباحث واخليكي تروحي في ستين داهية..
أما العيال دول دلوقتي في قسم الشرطة، وهيتحالوا للنيابة..
والبنت دي هتكون في حمايتي وتحت رعايتي، وكل مصاريفها عليا أنا .. وانتي هتقعدي تخدميها هنا.. البنت دي لازم تتكرم … دي إنسانة بتحس وتتألم .. إنسانة فقدت العقل .. لكن مش فقدت الإحساس بالألم يا أقذر خلق الله..
وأنا كلمت استشاري نسا وتوليد كبير، وقال لي انه هيعمل لها عملية تفريغ، وانا هاخدها له بنفسي يشوف اللازم ايه..
يا ريت تبطلوا حقد وغل وحسد وكره … بطلوا تثقوا في الناس القذرة علشان تغيظوا ناس محترمة أهل ثقة..
بطلوا تستغلوا اللي فاقد أي نعمة علشان هتتحطوا في مواقف صعبة كتيرر..
دي انسانة يا عالم .. انسانة..
تحياتي ..

قصة حامل بلا عقل كاملة مسموعة

تأليف سيد داود المطعني

….. النهاية …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top